الأربعاء، 23 يوليو 2014
شيفرة الحياة, ,,قصة بــــــــــــــائـــــــــع الأقمشة,,
في الربع الأخير من القرن الماضي
كان شاب من سكان لندن يعمل بائعا ً في متجر لبيع الأقمشة
وكان عليه أن يستيقظ في الساعة الخامسه من كل صباح كي يذهب الى المتجر لينظفه قبل موعد الافتتاح ،
وكان يعمل 14 ساعة في اليوم !
وضاق الشاب أخيرا ً بهذا الارهاق الذي لايحتمل ، فخرج من بيته ذات صباح دون أن يتناول طعام افطاره ،
وقد انتابته أزمة نفسية قاسية , وتملكه يأس قاتل ، وسار على قدميه مسافة تزيد على ثلاثين ميلا ً
حتى بلغ بيت والدته التي كانت تعمل مربية عند أحد الأثرياء ..
فلما لقيها أخذ يبثها شكواه ، ويبكي بكاء مريرا ً ، وهو يغمغم قائلا ً في صوت
متقطع الأنفاس : سوف أنتحر سوف أنتحر يا أماه إذا ما أرغمت على العودة إلى متجر القماش
فأجابته أمه : افعل ما شئت ، فلم تعد طفلا ً صغيرا ً حتى أعنى بأمرك فأرسل الشاب إلى أحد
أساتذته السابقين بالمدرسة رسالة إضافية يقول له فيها :إنه قد ضاق ذرعا ً بالحياة لأن شؤونه تزداد سوءا ً يوما ً بعد يوم ،
وإنه يفضل الموت لهذا السبب على حياة حافلة بالألم ورد الاستاذ على تلميذه برسالة كلها تشجيع
وحث على الإنتاج والعمل ، وتنبض كلماتها بالتفاؤل والأمل ، وقال إنه يقدر مواهبه ويعرف أنه شديد الذكاء ،
سديد التفكير جريء مقدام ، قادر على أن يقوم باعظم الأعمال وأكبرالمشروعات ،
وأنه لا يشك لحظة واحدة في أن هناك مستقبلا ً باسما ً ينتظره ، وحياة حافلة بالمجد والجاه وفي ختام الرسالة ،
عرض الاستاذ على تلميذه السابق وظيفة مدرس في المدرسة التي يعمل بها فكانت تلك الكلمات الطيبة المطمئنة كافية
لأن تكون نقطة تحول في حياة الشاب اليائس غيرت مجرى حياته تغييرا ً تاما ً ،
ففتحت أمامه أبواب الأمل والعمل ، بل لقد كان أكبرالأثر في تطور
تطور أدب بلاده نفسه بالقرن العشرين
فمنذ اللحظة التي تلقى فيها الشاب رسالة أستاذه القديم أخذ يكتب ويؤلف حتى بلغ ما ألفه سبعة وسبعين
كتابا ً ربح منهما أكثر من مليون من الجنيهات!
ولم يكن هذا الشاب سوى الكاتب العظيم والاديب الفيلسوف
هربرت جورج ويلز
https://www.facebook.com/
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)